محَـمَّـدٌ سَيِّـدٌ
قِفْ عَلَى الرَّبْعِ وَانْظُرْ رَبْوَةَ الْحَرَمِ ** وَاسْكُبْ دُمُوْعَكَ مِنْ حُزْنٍ وَمِنْ أَلَمِ
وَنَادِ يَا رَوْعَـةَ الآثَارِ هَـلْ بَقِيَتْ ** عَلَيْكِ حُلَّةُ أَهْـلِ الْفَضْلِ وَالْكَـرَمِ
وَهَلْ يُذَكِّرُكِ التَّأْرِيْخُ شَمْسَ هُدًى ** طـهَ الْمُشَفَّعَ مَاحِيْ الظُّلْمِ وَالظُّلَمِ
فَـإِنَّ مَبْعَثَـهُ نُـوْرٌ وَمَنْـهَجَـهُ ** سِرُّ الصَّـلاحِ وَدَرْبُ الْعِزِّ وَالشَّمَمِ
وَطَائِرُ السَّعْـدِ فِيْ أَغْصَانِهِ غَـرِدٌ ** وَالْكَـوْنُ فِيْ نَشْوَةٍ مِنْ لَذَّةِ النِّعَمِ
مُحَـمَّـدٌ سَيِّـدٌ بَـرٌّ مَنَـاقِبُـهُ ** لَمْ يُحْصِهَا الْعَدُّ بَلْ لَمْ تَنْحَصِرْ بِفَمِ
هُـوَ الرَّءُوْفُ لَـهُ رُوْحٌ مُكَلَّلَـةٌ ** بِتَاجِ عِـزٍّ رَفِيْعُ الْقَـدْرِ وَالشِّيَمِ
فَهَلْ لأَحْمَـدَ فِي الأَقْوَامِ مِنْ شَبَهٍ ** فَوَصْفُهُ شَامِـخٌ كَالْمُفْـرَدِ الْعَلَمِ
لَمْ يَنْطِـقِ السُّوْءَ فَـالرَّحْمَنُ أَدَّبَهُ ** وَصَانَهُ مِنْ دَنِيءِ الْقَـوْلِ وَاللَّمَمِ
فلَمْ تَجِدْ أَحْمَـدَ الْمُخْتَارَ مُنْتَقِمًا ** وَمَا اعْتَدَى قَطُّ فِيْ حِلٍّ وَلا حَرَمِ
وَصَحْبُهُ أَنْجُمٌ زُهْرٌ وَدَرْبُ هُـدًى ** تُضِيْئُ أَفْعَـالُهُمْ تَرْقَى إِلَى الْقِمَمِ
تَدَرَّعُـوا بِسِلاحِ الدِّيْنِ فَانْتَصَـرُوا ** للهِ مِنْ سَادَةٍ فِي الْعَـدْلِ وَالْقِيَمِ
وَالْيَوْمَ تَحْقِرُهُ الأَوْبَاشُ فِيْ صُحُفٍ ** وَفِي الإِذَاعَـةِ لَمْ يَسْلَمْ مِنَ التُّهَمِ
لَوْلا تَفَـرُّقُنَا وَالْخُـلْفُ مُسْتَعِـرٌ ** مَا سَاءَ ذُوْ فِـرْيَةٍ أَوْ فَاهَ بِالْكَلِمِ
فَاسْتَيْقِظُـوا أُمَّتِيْ مِنْ شَرِّ هَاوِيَـةٍ ** فَمَا التَّفَـرُّقُ إِلاَّ بُـؤْرَةُ النَّـدَمِ
وَمَـا التَّفَـرُّقُ إِلاَّ كَسْرُ بَيْضَتِـنَا ** وَنَسْفُ أَخْلاقِنَا مِنْ بَعْدِ سَفْكِ دَمِ
تَمَسَّكُوْا بِعُـرَى الإِسْلامِ وَاعْتَصِمُوا ** بِاللهِ وَاحْتَكِمُـوا يَا أَشْرَفَ الأُمَمِ